السبت، 4 نوفمبر 2017

كتاب وصف قلعة مسقط وقلاع أخرى على ساحل خليج عمان

كتاب وصف قلعة مسقط وقلاع أخرى على ساحل خليج عمان
تأليف: أنطونيو بوكارو ، رسوم: بدرو ريسنده
تحقيق: الدكتور سلطان القاسمي



مخطوطات الكتاب موجودة في كل من المكتبة الوطنية ومكتبة أكاديمية العلوم بلشبونة، و المكتبة الوطنية بباريس والمكتبة البريطانية

تأليف الكتاب جاء بأمر من الملك البرتغالي فيليب الثالث عام 1632 الذي أمر نائبه بجوا (الهند) أن يرسل له وصفا مفصلا عن القلاع البرتغالية فقام الأخير بتحويل الأمر الى أنطونيو بوكارو والذي كان مدير مركز الوثائق الملكية فقام بمسح شامل لقلاع مسقط وقريات ومطرح والسيب وبركا وصحار وخورفكان والبدية وكلبا ومدحا ودبا ، وعنوان الكتاب من إختيار الدكتور سلطان

التالي عبارة عن عرض للكتاب مع تلخيص بسيط ورغم أن حقوق النشر محفوظة إلا أني مقتنع أن نشره سيفيد الكثيرين ولا أرى أن حاكم إمارة الشارقة يمانع في ذلك

مصطلحات:
ميل فرنسي = 4,8 كم
براسا= 2.2 متر
الشبر = 22,5 سم
الخطوة العسكرية = 75 سم
فرادو = 42 رطل برتغالي

العملات:
لاري (تانجا): عملة مملكة لار وتساوي 5 جرام فضة = 1 شلن انجليزي = نصف غلدر هولندي
بارداو: عملة هندية إستعملها البرتغاليون = 25 جرام فضة
ريال: عملة فضية وزنها بين 20-25 جرام وتساوي واحد بارداو تقريبا
أشرفي: عملة ذهبية = 3 ريالات = 15 لاري

قلعة مسقط:
تقع على بحر فارس وأنشأها بلكيور كالاسا عام 1588 بأمر الحاكم مانويل دي سوسا كونتهيو، وهي على مدخل أو جون يقع بين جبلين كبيرين ووالخليج محمي من الرياح كاف لإثنتي عشرة سفينة غاليون وعشرين أو ثلاثين سفينة غاليوت ترسو في نفس الوقت ...
عند الدخول يوجد معقل سانت انطونيو (يقصد قلعة الميراني) ... ويغطي هذا المعقل شاطئ المكلا ... وإلى الأمام عند جون المكلا يوجد معقل يعرف بإسم الدرع ويتم الوصول إليه عن طريق تسلق 60 خطوة وكان يوجد به صهريج وصومعة تم هدمهما لتسوية الأرض ...
بعد القلعة يوجد حاجز دفاعي يغطي القرية حيث يوجد مدفعان برونزيان وكاميليت ( أكبر المدافع البرتغالية يستعمل لهدم التحصينات) ونصف إيسبيرا (مدفع كبير أصغر من كاميليت) ، وبعد بيت الضابط يسمى المكان الطابية الهلالية وهناك بوابة بها 3 مدافع فالكون (مدفع خفيف) ... وعند الشاطئ تمتد القرية والكنيسة الأبرشية والى الداخل قليلا دير الرهبان الأغستينيين حيث يوجد خمسة الى ستة من رجال الدين المسيحي والذين يقومون بإدارة قداسات المسيحيين ..

يمتد هذا الخليج ثمانمائة خطوة عسكرية (600 متر) ويضم السكان من المواطنين والمسيحيين وتجار الغوجيرات والهندوس والمسلمين العرب واليهود وغيرهم من الأجانب ..
وعند نهاية الجون تم إنشاء متراس كبير يعرف بحصن البوكيرو ..


لا يوجد للضابط مسكن هنا ولا يوجد أي سكن للجنود ولا أماكن لورش العمل والمؤن ولا مساكن سواء للمرضى أو الأصحاء رغم أنها مطلوبة ..


إلى جانب ذلك هناك منصة صغيرة للمدافع ثلاثة نحو مسقط وثلاثة نحو قريات

عند ذراع الجبل من اليمين، نقطة تم رفع صليب عليها مقابل حصن سانت انتونيو وبها ثمانية عساكر يراقبون بإستمرار لإعطاء التحذير،،،
وعند جانب اليابسة يوجد جدار تم بناؤه ضد العرب بقدر ما هو ضد الأعداء القادمين من الخارج ..

الممر عند جانب قريات يسمى سيداب والممر الآخر يسمى كلبوه ويوجد جبل آخر يسمى ريام وفي كل منها معقل أو حاجز دفاعي وأسفل منه موضع به مدفع فالكون ..... ( التالي عبارة عن تفاصيل كثيرة عن الدفاعات العسكرية الكثيرة)

مجموع المدافع في مسقط:
23 مدفع برونزي
24 مدفع حديدية
29 مدفع برونزي فالكون و11 مدفع برونزي نصف فالكون و12 مدفع حديدي فالكون و3 مدافع حديدية نصف فالكون
كل هذه القطع لها عرباتها المدفعية وغيرها من المعدات الضرورية
منجنيق برونزي و 12 مدفع حديدي صغير
450 بندقية مسكيت وثلثها من نوع هركبوس ومعظمها يحتوي على مخالي الرصاص وقارورة البارود

لا يوجد عدد ثابت لعدد جنود مسقط فهناك أحيانا 500 وأحيانا أقل أو أكثر وفقا للقتال مع العرب أو أنباء بأن الأعداء الفرس أو الأوروبيون في طريقهم لمهاجمة مسقط

سفن الأسطول تتراوح بين 12 و20 سفينة


يوجد 300 من العساكر المسلمين العرب مرابطين في القلعة وهم مخلصون في خدمة جلالة الملك ويدفع لكل واحد منهم ثمانية لاري ونصف ويدفع ضعف هذا المبلغ لاثني عشر ضابطا، ويستخدمون لمعارك اليابسة لأنهم أقل بسالة في البحر


إن الشيوخ أو الأمراء الصغار للمناطق الداخلية كانت لهم أسهم منذ زمن في مصلحة جمارك مسقط والتي يطلقون عليها غوازي وقد تم التنازل عنها لأنهم أعطوا الأرض لبناء القلعة ومصلحة الجمارك، ،، 
لا يدفع الضباط أكثر من واحد ونصف في المئة من مستحقات الجمارك وهو مبلغ قليل جدا مقابل كمية التجارة التي يمتلكونها ..


***********************

إن الأشخاص الذين يعيشون في القلعة وفي مسقط وهم عدد كبير من شيوخ وأمراء القرى والذين كانوا يعيشون حتى الان في حرية ... اما الآن فهم يجدون أنفسهم مضطهدين بالخضوع الذي يجعلهم تابعين لمن يطلق عليه الإمام (ناصر بن مرشد اليعربي) والذي يمارس العدالة الدنيوية والروحانية، وأقصد بالدنيوية بأنه يمنعهم من الإغتصاب ويجعلهم يعيدون ما أخذوه ظلما وعدوانا ولهذه الفائدة فإن هؤلاء العرب يدفعون عشر ثمن فاكهتهم وخمسة في المئة من السلع المكتسبة وحتى الجواهر يدفع لها واحد في المئة وذلك في كل عام ورغم المعاناة من هذه الجزية الثقيلة إلا أنهم أكثر رضى لدفعها له عن معاناة الإستبداد الشديد الواقع عليهم بطرق أخرى من قبل الشيوخ والمحتالين الآخرين

وأقصد بالروحي بأن هؤلاء العرب عندما يكونون مستهترين في مساهماتهم وأنهم لا يذهبون للحرب ويجبرهم هذا الإمام على هذا بنوع من الحرمان، مما يجعله محترما ومطاعا يقدر كأي أمير عظيم في العالم، ومنذ سبع سنوات جعل هذا الإمام نفسه أعظم أمير في المنطقة العربية كحام لدين محمد والذي يظهر نفسه كالمراقب العظيم ومقره في نزوى وهي أعظم المدن في المنطقة العربية وهي تساوي رحلة أربعة أيام داخل البلاد من مسقط إلى الجهة الغربية، تتكون قوات الإمام من 14000 الى 15000 عربي مسلح بالبنادق ويمكنه أن يزيد عددهم لساحة المعركة وقتما يريد عن طريق الدفع لهم لأنه وفقا لمبدأ الدين فإنهم تعودوا على طاعته وأحيانا يتم تسليحهم بالسيوف بدلا من البنادق وبرماح حادة وهم يركبون الجمال والخيول، وإمتلاك العدد الكبير منها يرفع مكانة الشخص إلا أنه لا يصل لمكانة الإمام لأنه لم يسمع بزعيم آخر قبله في كل المنطقة العربية يساويه أو يمكنه أن يقف أمامه.

تعد خيول هذا الإقليم العربي هي أفضل وأقوى الخيول في الشرق بأكمله.

إن الصداقة والسلام بين هذا الإمام والبرتغاليين، وذلك عندما تتواجد تكون غير أكيدة وزائلة، وذلك لأنه يعلن أنه هو مجدد ومصلح شريعة محمد، فإن من مبادئ نظام حكمه أنه يجب أن تشتعل نار الحرب دائما ضد المسيحيين، لذلك فبما أنه ربما أحيانا يوافق على شروط السلام مع ولاية الهند، إلا أنه لا يستمر عليها إلا اذا توافق ذلك مع راحته ووفقا للقوة التي يعتقد أنها لدينا لمواجهته، إلا أنه يمارس الخيانة عن طريق كسر كلمته واتفاقات السلام للاستيلاء على التحصينات.

إن الشيوخ حول مسقط يكونون عادة في حالة سلام مع البرتغاليين لأنهم يتماشون معهم جيدا بسبب الغوازي ....


وعند حديثنا عن المسيحية، لا يوجد أمل في التفكير بأن المسلمين العرب سيوافقون على ديانة إلهنا المسيح عيسى، لأنهم يؤمنون بأن محمدهم هو الأعلى مرتبة لدرحة أنهم والفرس يطلقون على المسيحيين بأنهم كفار وهي كلمة شبيهة بالكافر الوحشي والذي لا يعرف أي اله ...

***********************

البضائع العمانية: التمور والزبيب، والخيول والقماش المصنوع من وبر الجمال (كامبولين) وقصب السكر والبخور وخشب نبات الصبر والقهوة والقمح والشعير وبعض الخضروات

البضائع المستوردة الى عمان: القطن والجلود التي يستخدمونها لصنع الصنادل والتي يلبسونها لشدة حرارة الشمس ، وهم يشترون الكثير من الحديد من أجل أسلحتهم إلا أننا منعناها عنهم، وزيت بذور السمسم، وبالرغم أنهم يحتاجون أشياء أخرى إلا أنهم معتدلون في ملابسهم فلا يرتدي الأغنياء والفقراء أكثر من سترة تغطيهم من حنجرتهم الى أمشاط أقدامهم وملابسهم الفاخرة قديمة لدرحة أن الديانة التي يعتنقونها ليست أكثر قدما من الملابس التي يرتدونها ..

العساكر الذين يخدموننا معظمهم من موغستان وهي أرض كانت تنتمي لملك هرمز وتمتد من أرض جاسك في فارس الىى هرمز نفسها وهناك عساكر آخرون يقال لهمالبلوش ولقد انضموا لخدمة جلالة الملك وهم تابعون لملك مكران والذي تقع ارضه في الاقليم الممتد من رأس جاسك الى جوادر ثمانين ميلا فرنسيا بامتداد ساحل كرمان، ولقد كان ملكا مستقلا ولكن كونه أقل قوة فقد أقر بتبعيته لملك فارس ...

يعاني هؤلاء العساكر من الفقر الشديد في بلادهم وهم أيضا مضطربون بسبب محصلي الايجارات لذلك هم يظنون بأن أفضل قدر لهم هو سبيل الأسلحة حتى اذا عنى ذلك القتال ضد أبناء بلدهم ومن هم من ديانتهم ... في الماضي كانوا يخدمون بولاء لدرجة أنه يندر وجود أي نوع من أنواع الغدر منهم ..


***********************

نفقات خزانة الملك لقلعة مسقط:

راتب اللواء: 2000 أشرفي سنويا
القائد العام لمسقط: 2000 أشرفي سنويا
ضابط القلعة: 1098 أشرفي سنويا
رئيس موظفي الخزانة: 3285 أشرفي سنويا
قاضي السلطة الملكية: 333 أشرفي وتانجا واحدة وأربعين ريالا سنويا
الوكيل التجاري: 400 أشرفي سنويا
كاتب المحطة التجارية: 166 أشرفي و 3 تانجا و20 ريالا سنويا
كاتب مصلحة الجمارك: 166 أشرفي و 3 تانجا و20 ريالا سنويا
مساعد الضابط: 80 أشرفي سنويا
خادم مساعد الضابط: 16 أشرفي سنويا
مساعد ضابط القلعة: 60 أشرفي سنويا
مساعد ضابط الخزانة: 60 أشرفي سنويا
ضابط المراقبة: 80 أشرفي سنويا
ضابط حصن بوكيرو: 330 أشرفي وتانجا واحد و40 ريالا سنويا
ضابط حصن سانت انطونيو: 400 أشرفي سنويا
جراح الاسطول: 120 أشرفي سنويا
رئيس حوض السفن: 146 أشرفي و 2 تانجا سنويا
رئيس صناع البراميل: 123 أشرفي و تانجا واحدة واربعين ريالا سنويا
الطبيب الجراح في القلعة: 200 أشرفي سنويا
الطبيب البيطري: نفس راتب رئيس صناع البراميل
مستشفى المرضى والذي يديره الرهبان الاغستينيون: 4560 أشرفي سنويا
كل واحد من الرهبان الاوغستين يستلم 1200 أشرفي سنويا
في حامية مسقط وأسطول المضيق 400 جندي لكل منهم 650 ريالا
هؤلاء الأربعمائة جندي يدفع لهم بدل السكن كل 3 اشهر 10 بارداو بالعملة اللاري والمجموع 16000 أشرفي، ويدفع لكل واحد من الاثني عشر ضابطا في اثنتي عشرة سفينة راتبا كل 3 اشهر من اربعين بارداو: المجموع 1920 أشرفي سنويا

في مسقط أسطول مكون من 12 سفينة لكل سفينة 40 بحارا ورئيسان للعمال وهو ما يصل اجمالا الى 504 أشخاص في كل السفن ويدفع لكل بحار أجرة شهرية خمسة لاري وللمقدم 10 لاري والمجموع للكل 6336 أشرفي
يعطى لكل بحار مؤونة يومية مكونة من واحد وربع ميديدا (مقدار وزن هندي يساوي 3 أرطال انجليزية) من الأرز والضعف للمقدم (حتى في الأكل زيادة ! ) والتكلفة الإجمالية 7425 أشرفي

كل هيكل سفينة مجهز بمقاعد طويلة وصوار وأشرعة ومجاديف وعوارض الساريات وبكرات و حبال وقوارب ومدفع وأسلحة وذخيرة وفناطيس وبراميل ويكلف الأسطول 2327 أشرفي وأربعة تانجا و خمسة وأربعين ريالا
وتكلفة الإثني عشرة سفينة هو 27935 أشرفي و 2 تانجا

في قلعة مسقط يوجد 300 عسكري و 12 ضابطا: العساكر يدفع لكل واحد منهم ثمانية لاري ونصف في الشهر وللضابط 17 لاري والاجمالي 6609 أشرفي و 3 تانجا


إن نفقات القلعة تساوي كما هو موضح أعلاه مئة وخمسة آلاف ومئتين وثمانية وخمسون أشرفيا وعشرين ريالا: 105,258 أشرفي